لا شكّ أنّ فوائد العمل عن بعد عالمية، إلّا أنها تحمل أهمية خاصة في فلسطين. توفّر الوظائف عن بُعد المرونة للعمل في أيّ وقت، وهو أمر مهم لا سيّما للأشخاص الذين يعيشون في بلد يعاني من انقطاع التيار الكهربائي وانقطاع الإنترنت، وخاصة في قطاع غزة.
يمكن للعمل من المنزل أو خارج المكتب أن يوفّر شعوراً بالسلامة والأمان لمن يعيش في بلد تكون الحركة فيه مقيدة ومحدودة في كثير من الأحيان. علاوة على ذلك، تتيح الوظائف عن بُعد في فلسطين الفرصة للموظفين في تحصيل توازن أفضل بين الحياة العملية والاجتماعية، وهو أمر يُعدّ أساسياً في بلد يزداد فيها تعطل الروتين اليومي تبعاً للاضطرابات والنزاعات السياسية.
أخيراً، إنّ الوظائف عن بُعد غالباً ما تقدّم رواتب أفضل، وتساعد الموظفين في توفير التكاليف؛ فليس على الموظّف أن يقلق بشأن تكاليف النقل والملابس المكتبية والنفقات الأخرى المرتبطة بالعمل في مكتب فعلي.
يساهم العمل عن بعد في العثور على وظائف في سوق العمل الدولي للعديد من المواهب الفلسطينية؛ حيث أنّه يتيح لهم العمل لدى شركات من جميع أنحاء العالم. ويمكننا القول بأنه نهج يُمكّن الفلسطينيين من اكتساب الخبرة والمهارات التي يحتاجونها للتقدم في حياتهم المهنية، بالإضافة إلى الميزات الأخرى التي تم ذكرها آنفاً.
بحسب الإحصائيات، ترتفع نسبة البطالة في فلسطين إلى 24%؛ وتزداد النسبة بين الشباب إلى 35%، إلّا أنها تصل لِأعداد مرعبة في قطاع غزة، فنجد أنّ معدّل البطالة في القطاع يصل إلى 45%.ويرجع ذلك إلى عدد من العوامل، فالاحتلال الإسرائيلي، والحصار على غزة، وتأثير جائحة كوفيد-19 على الاقتصاد الفلسطيني، وقلة الفرص الاقتصادية؛ كلها كانت سبباً في ارتفاع نسبة البطالة إلى هذا الحد.
كما ناقشنا في مقال سابق عن
مستقبل العمل في فلسطين، يُيّسر العمل عن بعد للفلسطينيين كسب لقمة العيش وإعالة أسرهم؛ وهو بذلك يساعد في معالجة المشاكل التي تم ذكرها